لمحة عن نشاة الجامعة وبناء ثكنة الحميدية

تعود بدايات فكرة تأسيس الجامعة في دمشق إلى مطلع القرن العشرين حين أمر السلطان عبد الحميد الثاني في عهد والي دمشق حسين ناظم باشا بإنشاء مبنى دُعي لاحقاً "قشلة الحميدية" ليكون بناءً جامعياً في دمشق[7]. إلا أن الظروف حالت دون ذلك بعد إزاحته عن عرش السلطنة، فصارت تُستعمل ثكنة تركية، وكان تشييدها في محلة تسمى سابقاً "المنيبع" من الشرق الأدنى (الضفة الجنوبية من بردى) إلى الشمال من المرج الأخضر (مكان مدينة المعارض القديمة) وقد استعملت أعداد كبيرة من أحجار قلعة دمشق في بنائها، وجاءت على طراز فن العمارة الأوروبية المحضة[7]. اختفت ثكنة الحميدية في أعقاب الحرب العالمية الأولى التي انتهت باندحار قوات العثمانيين حلفاء الألمان، وعندما قامت الملكية في سورية، وتوج الشريف فيصل ملكاً، أقيم مكان الثكنة نواة الجامعة السورية التي بدأت بكلية الحقوق، والتي لا تزال إلى اليوم في ضاحية البرامكة بدمشق[8]. ويمكن تلخيص المراحل الرئيسية لتطور الجامعة بمايلي:[9]
  • في عام 1901 أقر إنشاء مكتب مدرسة للطب في دمشق وافتتحت "المدرسة الطبية" في دمشق التي تعد النواة الأولى للجامعة في عام 1903، وضمت فرع الطب البشري وفرع الصيدلة وكانت لغة التدريس فيها اللغة التركية.
  • في عام 1913 افتتحت في بيروت مدرسة للحقوق كان معظم أساتذتها من العرب ولغة التدريس فيها اللغة العربية ، ثم نقلت هذا المدرسة عام 1914 إلى دمشق، كما نقلت في عام 1915 مدرسة الطب إلى بيروت وأعيدت مدرسة الحقوق إلى بيروت في أواخر سني الحرب العالمية الأولى.
  • تم افتتاح معهد الطب ومدرسة للحقوق في دمشق عام 1919 الأول من شهر كانون الثاني والثانية في شهر أيلول. وكان مقر مدرسة الحقوق في البناء الذي تشغله حالياً وزارة السياحة، الواقع على ضفة نهر بردى إلى جانب التكية السليمانية.[10]
  • وفي عام 1923 سميت مدرسة الحقوق معهد الحقوق، وربط معهدا الحقوق والطب والمجمع العربي ودار الآثار العربية بمؤسسة واحدة تحت اسم الجامعة السورية، ثم فصل في عام 1926 المجمع العربي ودار الآثار عن الجامعة.
  • وفي عام 1928 أنشئت مدرسة الدروس الأدبية العليا وربطت إدارتها بالجامعة ثم أصبح اسمها عام 1929 مدرسة الآداب العليا التي أغلقت عام 1935/1936.
  • بدءاً من عام 1946 لم تبق الجامعة مقتصرة على معهدي الطب والحقوق بل أحدثت فيها كليات ومعاهد عليا في اختصاصات أخرى وأصبحت مؤسسات التعليم العالي حتى العام 1958 عام الوحدة بين مصر وسورية وقيام الجمهورية العربية المتحدة كالآتي: معهد الطب، معهد، معهد الحقوق، كلية العلوم، كلية الآداب، المعهد العالي للمعلمين، كلية الهندسة بمدينة حلب، كلية الشريعة، معهد العلوم التجارية.
  • في عام 1958 بعد قيام الجمهورية العربية المتحدة، صدر قانون جديد لتنظيم الجامعات في إقليمي الجمهورية العربية المتحدة الشمالي والجنوبي عدل بموجبه اسم " الجامعة السورية" فأصبح "جامعة دمشق" وأحدثت في الإقليم الشمالي جامعة ثانية باسم "جامعة حلب" وبصدور اللائحة التنفيذية لهذا القانون في عام 1959 أصبحت جامعة دمشق تتألف من الكليات الآتية : كلية الآداب ، كلية الحقوق ، كلية التجارة ، كلية العلوم ، كلية الطب ، كلية طب الأسنان ، كلية الهندسة ، كلية التربية ، كلية الشريعة وبات من حقها أن تمنح شهادات في الدراسات العليا. لم يطرأ في عهد الانفصال تطور ملحوظ في الوضع الجامعي اللهم إلا في نطاق الأنظمة الجامعية فقد عدلت لتتلائم مع الوضع الذي قام في البلاد.
  • بعد الحركة التصحيحية عام 1970 تم تقديم الدعم للكليات القائمة وإنشاء الأقسام الجديدة فيها واستكمال التخصصات الأخرى وإحداث المعاهد المتوسطة الملحقة بالكليات. وأصبحت جامعة دمشق تتكون من: كلية الآداب والعلوم الإنسانية ، كلية الاقتصاد ، كلية التربية ، كلية الحقوق ، كلية الزراعة ، كلية الشريعة ، كلية الصيدلة ، كلية الطب ، كلية طب الأسنان ، كلية العلوم ، كلية الفنون الجميلة ، كلية الهندسة المدنية ، كلية الهندسة المعمارية ، كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية ، المعهد العالي للتنمية الإدارية ، وحظيت معظم الكليات والمعاهد بمبان جديدة. وتم تشييد عدد من الوحدات السكنية للطلاب والطالبات في مدينة باسل الأسد الجامعية. كما تم تشييد بناء مستقل خصص سكناً لممرضات العاملات في المشافي الجامعية. وتم افتتاح عدد من دبلومات الدراسات العليا في اختصاصات مختلفة ودبلوم التأهيل، كما افتتحت درجة الماجستير في معظم الاختصاصات ودرجة الدكتوراه في بعضه.
  • عام 2001 تم افتتاح برامج التعليم المفتوح في الجامعات السورية وكان نصيب جامعة دمشق منها (قسم الاعلام، قسم الترجمة، قسم رياض الأطفال، قسم إدارة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، قسم المحاسبة، قسم الدراسات قانونية، قسم معلم صف، قسم الدراسات الدولية و الدبلوماسية، قسم دبلوم التأهيل التربوي)[11]

 



عداد الزوار / 986524 /